المخابرات الأمريكية تحدد من يحق له أن يعيش
أعلن مدير المخابرات
الوطنية الأمريكية دينيس بلير خلال الأيام الماضية أن الحكومة الأمريكية
لديها الحق في قتل أو اغتيال المواطنين الأمريكيين في الخارج إذا برزوا
كتهديد مباشر على أمن الولايات المتحدة.
جاءت تصريحات بلير خلال اجتماع للجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي
بشأن "تقييم التهديدات الداخلية و الخارجية لأمريكا وهو اجتماع يعقد سنويا.
ووفقاً لقاعدة أن الذئب يأكل القاصي من الغنم، اغتيال الشخصية، يصنف على
أنه أبرز الأسلحة فتكاً في تصفية الخصوم، خاصة وإن تعلق الأمر بالسياسة،
في وجهها القذر،
فهل يمكن اعتبار هذا التصريح دليلاً لمساءلة أجهزة المخابرات الأمريكية
دولياً؟. ذلك أنه إعلان مع سبق الإصرار على القتل دون الحاجة إلى المحاكمة
العادلة .
أن يقتل المرتزقة المجرمون الأمريكيون في بلاك ووتر العراقيين الأبرياء في
عملية تدريبية بالذخيرة الحية لإطلاق النار في ميادين العراق فذلك أمر
قانوني حسب القضاء الأمريكي العادل.. الذي يراد لعدالته أن تفرض في كل
أنحاء الأرض.. وأن يغتصب الجنود المهووسون الطفلة العراقية عبير أمام
أهلها ويقتلونهم ويحرقونهم في أبشع عملية شهدها العصر الحديث فذلك قانوني
حسب متطلبات عملية الحرية في العراق، قد تستوجب تلك الأفعال التنبيه أو
كحد أقصى عقوبة الحبس لمدة 6 أشهر على أحد مواطنيها.
في العدالة الأمريكية كل شيء مباح إذا تعلق الأمر بأي من سكان المعمورة،
لكن أن يتجرأ مسئول أمريكي ليعلن النية عن قتل الأمريكيين إذا اقتضى الأمر
فذلك خطاب جديد وغريب ويطرح أسئلة عديدة، ويفسح المجال للتخمين والتحليل
ليس لأن قتل الأمريكيين محرم في أمريكا.. ففي حقيقة الأمر هم يُقتلون كل
يوم في آتون المعارك التي يخوضونها لمصلحة الشركات الرأسمالية، ويقضون
بسبب الجريمة والمرض والفقر.. أعداد ليست قليلة يفتك بها الجوع هناك في
جنة الأرض الموعودة.. لكن ذلك يتم خفية وسط تعتيم شامل بحملة إعلامية
دعائية، و ما يهمنا نحن هو ماذا سيقول أزلام النظام الغربي ودعاته في ردهم
على تصريحات دينيس بلير؟.